صمت الرحيل مراقب عام
عدد المساهمات : 734 تاريخ التسجيل : 17/08/2012
| موضوع: مقدمة التفسير الأحد أغسطس 19, 2012 7:38 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، في هذا الركن الكريم (الاسلامي) وبعد الاعتماد على الله سبحانه وتعالى ساقوم تباعا ويوميا بما اكرمنى الله بانزال تفسير لايات القران الكريم مرتبة حسب المصحف الشريف من سورة الفاتحة حتى سورة الناس وذلك حسب التفسير الميسر الصادر من مجمع طباعة القران الكريم بالمدينة المنورة .. باذنه تعالى ..
ونختمها بدعاء ختم القران الكريم حسبما ورد وباليوتيوب لاحد شيوخنا الكرام ..
تبيـــــان سوف تحتوى صفحات التفسير قبل بداية وضع تفسير آيات السورة الكريمة الاتي: * مقدمة في السورة المراد تفسيرها .. * سبب النزول والتسمية . * عدد ايات السورة الكريمة * وترتيبها في المصحف الشريف * ثم نكون بين يدى السورة لوضع بعض الامور الربانية التى في السورة * وتسهيلا لكم ولسهولة المتابعة سوف نضع لكم السورة على شكل 10( آيات كريمات) يوميا ، وكل آية كريمة سوف تتبع بالتفسير الخاص بها ..
ما اريده منكم .. ليس الكثير .. هو ان يكون للاعضاء مرورا يوميا إن امكن - وعند بداية تصفح المنتدى على الايات التى تم تفسيرها لقراءتها وفهم معانيها - ومن ثم الذهاب الى اى حقل اخر يحبذونه من حقول المنتدى المختلفة لتصفحه بعد ان من الله عليهم بقراءة اليسير من الايات الكريمة وفهم معانيها ..
والجدير بالذكر اننى اخترت التفسير الميسر الصادر عن مجمع الملك فهد من بين التفاسير لانه المفضل عند أهل التخصص وأن من قام بتأليفه مجموعة من أهل التخصص في هذا المجال ومايتعلق به ، وأذكر منهم الدكتور حكمت بشير ، والدكتور حازم حيدر ، والدكتور مصطفى مسلم ، والدكتور عبد العزيز إسماعيل ، باشراف الدكتور / عبد الله بن عبد المحسن التركي وزير الاوقاف السابق ( كما ورد) كما أنه قد روجع مراجعة دقيقة ، وأرسل إلى عدد من العلماء لمراجعته قبل الطباعة وستجدون فيه جودة السبك ، ودقة العبارة ، بحيث تشعر أن كل كلمة موضوعة في مكانها.
وقد اجتهد هؤلاء الأساتذة الكبار في الالتزام بهذه الضوابط قدر الإمكان، وتمت مراجعة ماكتبوه من قبل علماء أفاضل؛ حرصا على أن يكون هذا التفسير أسلم من غيره، وأقرب إلى تحقيق الهدف من إصداراه، من حيث السهولة واليسر، مع بيان معنى الآية بيانا مختصرا وواضحا.
فجزى الله الجميع خير الجزاء، وشكر الله مجمع الملك فهد على إتياننا بهذا التفسير الميسر .
وما اريده منكم ان تعرفوه وتتأكدوا منه .. ان التفسير الذى سيكون بين ايدينا ، وسينقل لكم هو التفسير الميسر لمجمع القران الكريم بالمدينة المنورة وسانقله لكم كما هو ..
حاجة أخيرة اريده من المشرف /الادارة هو تثبيته ليكون قريبا منا جميعا ..
********
المقدمة بقلم الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد "سابقاً" المشرف على إعداد "التفسير الميسر"
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [آل عمران : 102]
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًااضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [النساء : 1] اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًااضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [الأحزاب: 70-71]
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثه بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. إن من نعم الله على عباده، وتمام حجته على خلقه أن تكون آيات النبوة وبراهين الرسالة الخاتمة العامة لجميع الثقلين، خالدة معلومة لكل الخلق، فكان إنزال الله - تعالى - كتابه العظيم: اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [النحل: 89] اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعيبِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [الشعراء : 195] على قلب خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين، معجزة ظاهرة، وحجة قاطعة، في استمراره وحفظه وإعجازه وهدايته، والتعبد بتلاوته وسماعه، والافتقار إلى هدايته، وتعاهد الإيمان به: اعتقادا وقولا وعملا.
فالقرآن العظيم، آية باقية على وجه الدهر، ومعجزة خالدة، من جهة فصاحة لفظه، وبلاغة نظمه وأسلوبه، ودقة أحكامه وأوامره ونواهيه، وبيان أسماء الله وصفاته، ودلائله اليقينية، وبراهينه العقلية، في أمثاله المضروبة، وإخباره بالغيب، وتحدي الثقلين بالإتيان بمثله، وغير ذلك من العجائب الخارقة للعادة.
تولى الله -سبحانه- حفظه، فقال: اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَاضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [الحجر: 9]
حفظه الله من أن تزيد فيه الشياطين باطلا أو تنقص منه حقا، فلم يزل محفوظا في الصدور مكتوبا في السطور. اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [فصلت: 42]
ونفى عنه التبديل والتحريف، فقال تعالى: اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُاضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [الأنعام : 115]
ووفق الله -سبحانه- أهل ملة الإسلام ليكونوا حفَّاظًا له يتناقلونه بالتواتر، فحفظوه في الصدور، وقرؤوه بالألسن، وكتبوه في المصاحف كما أُنزل. وبهذا يرتبط استمرار الرسالة الإسلامية وأبديتها، وختمها وعمومها، باستمرار معجزتها -القرآن الكريم- وختمه للكتب، وعمومه للثقلين.
والقرآن العظيم أُنزل هداية للخلق إلى السعادة في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [النحل : 89] ودلالة على صدق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في رسالته ونبوته، وأن ما جاء به حق من عند ربه سبحانه وتعالى. فالقرآن عصمة لكل مسلم، وبه نجاحه وفلاحه، وقيام دينه ودنياه، وسعادته في أولاه وأخراه، بتثبيت التوحيد وسائر أركان الإسلام في قلبه، وتزكية نفسه بأخلاق القرآن، وإعداده فردا صالحا في أمته. فكل إنسان مفتقر إلى هدايته، وتطهير النفس به من أرجاس الشرك وأدران المعاصي، وتعاهد الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
وذلك بتلاوته، والعمل به، والاتعاظ بمواعظه: اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [الزمر : 23]
اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي[الأنفال : 2]
وكل عبد مسلم، متعبد بتلاوته، وتدبر آياته، وتفهم معانيه، والعمل بمحكمه، والإيمان بمتشابهه، قال الله -عز شأنه-: اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِاضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [ص : 29] وقال -سبحانه- : اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [المزمل : 4]، وقال -سبحانه- : اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي[النساء : 82] وقال -عز من قائل- : اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَااضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [محمد : 24]
وقد يسر الله على الألسن قراءته، وعلى العقول فهمه وتدبر معانيه، قال تعالى: اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [القمر : 17 ، 22 ،32 ،40 ]
فقد بين سبحانه آياته بآياته، وهذا أشرف أنواع التفسير بالإجماع؛ إذ لا أحد أعلم بكتاب الله جل وعلا من الله عز شأنه. وبينه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم لأمته، قال سبحانه: اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [النحل : 44]
وهذا التبيين شامل لبيان معاني القرآن وألفاظه، وهو من سنته، وسنته وحي من ربه، فالسنة مفسرة للقرآن وموضحة له، قال الله تعالى: اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى">إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [النجم : 3 ، 4].
وقال صلى الله عليه وسلم "ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه" رواه أحمد وأبو داود.
واجتهد الراسخون في العلم من علماء الأمة وفقهاء الملة، في بيان معاني القرآن وتفسيره، وكشف الغطاء عن وجوه بلاغته وعلومه، مؤتمين برسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مقدمتهم أهل الاختصاص بتفسير كتاب الله -تعالى- من الصحابة -رضي الله عنهم-؛ وذلك لكمال درايتهم بمشاهدة التنـزيل، ولما ميزهم الله به من الفهم والفقه في دينه، والعلم الصحيح، وسلامة السليقة ونقاء العربية.
ثم تسلم التابعون لهم بإحسان هذا الميراث الشرعي، فدرجوا فيه على سننه المذكورة: التفسير بالقرآن، وبالسنة، وبتفسير أشياخهم من الصحابة -رضي الله عنهم- وتنامت على أيديهم مدارس التفسير بالأثر في داري التنـزيل: مكة والمدينة، -حرسهما الله تعالى- ثم في الكوفة، وغيرها من أمصار المسلمين.
وتنقل هذا الميراث المبارك من طبقة إلى أخرى، وقد أُولع المفسرون به حتى تكوَّنَ من ذلك أعظم مكتبة في العلوم الإسلامية، وأوسعها دائرة، واتضح أن طرق التفسير خمسة: تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة، وبأقوال الصحابة -رضي الله عنهم-، وبأقوال التابعين لهم بإحسان، وباللغة العربية. وما اختلف فيه الصحابة -وهو قليل- أو التابعون، فالمرجع فيه إلى الطريقين الأولين، وإلى لغة العرب.
وقد تنوعت المشارب في التفسير بعد عصر الصحابة والتابعين، ففسر القرآن -أحيانا- بالرأي المخالف لصحيح المأثور، ولقواعد اللغة العربية.
ومنه التفسير الباطني، الذي ينكر دلالة بعض الآيات حينا، ويحملها على غير المراد منها حينا آخر.
وفسر القرآن -أحيانا- بالروايات الضعيفة أو الموضوعة. وهذا وذاك تحريف للكلم عن مواضعه، وبعد عن سبيل القرآن وهدايته: اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [الأعراف : 146] . ولهذا أفاض العلماء -رحمهم الله تعالى- في بيان تحريم هذين الاتجاهين، والدعوة إلى تخليص كتب التفسير منهما.
وكان من أعمالهم المسددة، توجيه الأنظار إلى تأصيل أصول التفسير وقواعده، وضوابطه، لحماية كتاب الله، وتنقية تفسيره مما داخله؛ ليبقى في أحضان مدرسة الأثر، فانتشرت مؤلفاتهم الحافلة بذلك.
إن تلاوة كتاب الله، وتدبر آياته، وتفهمها، سنة ماضية في حياة المسلمين، قال ابن جرير -رحمه الله تعالى-: (إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله، كيف يلتذ بقراءته؟).
وإن إعانة المسلمين التالين لكتاب ربهم على فهم آياته، والتزود بمقاصده، ونفوذ سلطانه على النفوس، وردهم إلى الاستمساك بالوحي، والإذعان لحكمه، وتحصيل المقاصد منه: اعتقادا وقولا وعملا من أوجب الواجبات، وأعظم الأعمال الصالحات، وهذا من نصرة المسلمين، وإعانتهم، وتثبيت الإسلام في قلوب أهله، والدعوة إليه على بصيرة في العالمين.
من هنا تتبين حاجة الأمة إلى وجود تفسير مختصر، على ضوء مدرسة الأثر، في عهدها الأغر، في محيط أصول التفسير، وقواعده، وطرقه، يعين التالي لكتاب الله بما تطمئن له القلوب، وتتأدى به أمانة المفسِّر، وأمانة التفسير؛ لأن القارئ لكتاب ربه، الذي يريد الوصول إلى المقصد الأول من التفسير، وهو فهم الآيات الكريمة على معناها الصحيح، استهداء بقول الله تعالى: اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [الإسراء : 9] ، وهو من غير المتخصصين، يجد أمامه من التفاسير ما لا يصل منها إلى ما يريد؛ لطولها وتعدد الأقوال، أو لصعوبة فهمها، أو لاختلاطها بما داخلها مما لا يصح رواية ولا دارية.
لقد رغَّبَ رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في تعلّم القرآن وتعليمه، فقال: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " رواه البخاري.
وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- لا يجاوزون عشر آيات من كتاب الله إلى غيرها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل. وتابعهم السلف الصالح من بعدهم بإحسان تلاوته، وفهمه، والعمل به، وبيان ما فيه.
وكان غير العرب -بمجرد دخولهم في الإسلام- يتعلمون لغة العرب؛ ليقرؤوا القرآن ويفهموه ويعملوا به.
وحينما انحسر المد الإسلامي، وضعف المسلمون، وقل الاهتمام بالعلوم الإسلامية ولغتها العربية، ظهرت الحاجة إلى ترجمة معاني كتاب الله لمن لا يتكلم اللغة العربية ولا يفهمها؛ إسهاما في تبليغ رسالة الإسلام للناس كافة، ودعوة لهم إلى هدي الله وصراطه المستقيم.
وتعددت الترجمات، ودخل في الميدان من ليس أهلا له، بل قام بذلك أناس من غير المسلمين، مما جعل الحاجة ملحة إلى أن يعتني المسلمون بتوفير ترجمات صحيحة لمعاني كتاب الله، وبيان ما في بعض الترجمات من أخطاء وافتراء ودس على كتاب الله الكريم، ورسالة نبينا محمد صلى عليه وسلم. وقد بذلت جهود مباركة من عدد من العلماء المسلمين، والهيئات والمراكز العلمية الإسلامية، لكنها مع ذلك جهود بشر، يعتريها ما يعتري البشر من النقص، فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى. وندر أن يسلم كتاب من كتب التفسير من النقص والملاحظة، بما في ذلك التفاسير التي قام بها علماء كبار أفنوا حياتهم في سبيل العلم بكتاب الله، وبيان مراده سبحانه منه.
فكانوا فرسان هذا الميدان، وخدموا الإسلام وعلومه وأمته خدمة عظيمة، أجزل الله لهم المثوبة، على عنايتهم بكتاب الله الكريم وتفسيره.
لقد وفق الله قادة المملكة العربية السعودية إلى العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاعتناء بهما تعليما وتطبيقا ونشرا.
وكان من أعظم الوسائل التي هدى الله إليها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ووفقه لإنشائها: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية. إذ اعتنى بطباعة المصحف الشريف، وتوزيعه بمختلف الإصدارات والروايات على المسلمين في مختلف أنحاء المعمورة، واعتنى بترجمة معاني القرآن إلى مختلف اللغات التي يتحدث بها المسلمون، وتوزيعها عليهم.
وقد تجاوز إنتاجه خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية مائة وعشرين مليونا ، وزعت ابتغاء مرضاة الله.
ولقد واجهت المجمع مشكلة سلامة الترجمات المتوافرة حاليا من الملحوظات والأخطاء، وعلى وجه الخصوص في أمور العقيدة؛ إذ يصعب توفر ترجمة وافية موافقة لما كان عليه السلف الصالح وما درج عليه مفسروهم، من تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة النبوية، وبأقوال الصحابة، وبمقتضى لغة العرب، بعيدا عن التأويل والتحريف، والقول في كتاب الله بغير علم.
وكانت أي ترجمة يراد طبعها في المجمع، تخضع لفحص ومراجعة دقيقة من لجان موثوقة ومتخصصة، ويتم تلافي ما يظهر من الملحوظات قدر الإمكان.
ومع الجهود التي تبذل، تبقى الترجمة دون ما يطمح إليه المجمع.
فمن ثم اتجه المجمع -بعد دراسة مستفيضة- إلى إصدار تفسير ميسر لكتاب الله الكريم باللغة العربية على أصول التفسير وطرقه الشرعية التي نهجها السلف الصالح، سالم من تحريف الكلم عن مواضعه، يكون هو الأساس لما يصدره المجمع مستقبلا من ترجمات.
وتم دعوة عدد من أساتذة التفسير للإسهام في هذا التفسير، وفق ضوابط، من أهمها: 1) تقديم ما صح من التفسير بالمأثور على غيره. 2) الاقتصار في النقل على القول الصحيح أو الأرجح. 3) إبراز الهداية القرآنية ومقاصد الشريعة الإسلامية من خلال التفسير. 4) كون العبارة مختصرة سهلة، مع بيان معاني الألفاظ الغريبة في أثناء التفسير. 5) كون التفسير بالقدر الذي تتسع له حاشية "مصحف المدينة النبوية". 6) وقوف المفسر على المعنى المساوي، وتجنب الزيادة الواردة في آيات أخرى حتى تفسر في موضعها. 7) إيراد معنى الآية مباشرة دون حاجة إلى الأخبار، إلا ما دعت إليه الضرورة. كون التفسير وفق رواية حفص عن عاصم. 9) تجنب ذكر القراءات ومسائل النحو والإعراب. 10) مراعاة المفسر أن هذا التفسير سيترجم إلى لغات مختلفة. 11) تجنب ذكر المصطلحات التي تتعذر ترجمتها. 12) تفسير كل آية على حده، ولا تعاد ألفاظ النص القرآني في التفسير إلا لضرورة، ويذكر في بداية تفسير كل آية رقمها. وقد اجتهد هؤلاء الأساتذة في الالتزام بهذه الضوابط قدر الإمكان، وتمت مراجعة ما كتبوه من قبل علماء أفاضل؛ حرصا على أن يكون هذا التفسير أسلم من غيره، وأقرب إلى تحقيق الهدف من إصداراه، من حيث السهولة واليسر، مع بيان معنى الآية بيانا مختصرا وواضحا.
فجزى الله الجميع خير الجزاء، وشكر لهم تعاونهم مع المجمع. ولا يزعم معدو هذا التفسير ولا مراجعوه، أنه بلغ الغاية المتوخاة، ولكنه في نظرهم أفضل ما تم التوصل إليه، في وقت محدود، وبجهود متواضعة محدودة؛ نظرا للحاجة الملحة لإصداره.
وقد تم الآن -بفضل الله وتوفيقه- إنجاز هذا: "التفسير الميسر" فجزى الله جميع من أسهم فيه أحسن الجزاء، وأثابهم، وجعل عملهم في ميزان حسناتهم آمين.
هذا وتمت طباعته حاشية على "مصحف المدينة النبوية" الذي يصدره "مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف".
نسأل الله -سبحانه- أن يكون هذا التفسير نافعا لعموم المسلمين، مؤديا الغرض من تأليفه، وهو صواب الفهم لكلام رب العالمين، وأن يوزعنا شكر ما أنعم به علينا، وأن يغفر زلاتنا، ويقيل عثراتنا، إنه سميع الدعاء، والحمد لله أولا وآخرا.
كما نسأله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود أحسن الجزاء، على جهوده في خدمة كتاب الله، وتيسير الحصول عليه، وعلى ترجمات معانية لكل مسلم، وأن يوفقه وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وحكومته الرشيدة، وأعوانه إلى ما يحب ويرضى، وأن ينصر بهم دينه، ويعلي كلمته.
ولا ننسى إعلان الحاجة إلى الإفادة بتصحيح أو استدراك، وهي أمانة نستودعها كل قادر على الإفادة بها، وندعو له بظهر الغيب أن يثيبه الله عليها، وهذا -إن شاء الله- من تمام النصح والتعاون بين المسلمين.
وفي الختام نتلو قول الله تعالى اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي [آل عمران : 53] وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان.
الدكتور / عبد الله بن عبد المحسن التركي
وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد "سابقًا" المشرف على إعداد "التفسير الميسر". ***** والله ولينا جميعا وهو خير المعينين .. اللهم اني اسألك من العمل ما ترضى اللهم اني اسألك الهدى والخير لي ولامة محمد صلى الله عليه وسلم .
سنكون غدا باذنه تعالى مع اول سورة بالقرآن الكريم وهي سورة الفاتحة .. فتابعونا يرحمنا ويرحمكم الله
صمت الرحيل [b] | |
|