صمت الرحيل مراقب عام
عدد المساهمات : 734 تاريخ التسجيل : 17/08/2012
| موضوع: في ذكرى استشهاد الشيخ القسام: ما أشبه اليوم بالبارحة الثلاثاء نوفمبر 20, 2012 8:59 pm | |
| فئة مختارة تلك التي تنتخب نفسها للتضحية من بين الجموع وتضحي بالغالي وبالأرواح من أجل سلامة وكرامة الناس، ومن أجل حرية الأوطان و عزتها. تمر ذكرى استشهاد الشيخ عز الدين القسام هذا العام وأحفاده المجاهدين في فلسطين يحيون ذكراه في ميادين الجهاد، رحمه الله ونصرهم، وجمعنا به في ميادين الثواب و المغفرة. لم تكن ثورة الشهيد الشيخ عز الدين القسام رحمه الله في فلسطين حدثًا عابرًا، ولم تكن وليدة لحظتها، بل جاءت نتيجة إعداد تربوي وعسكري خاضه الشهيد القسام بين الشباب والرجال في الأسواق والمساجد ودور القضاء، وكان رحمه الله ذا رؤية و بصيرة نافذة، فقد علم أن جهاد الإنجليز و اليهود لحماية أرض الإسراء لن يكون إلا بتجهيز فئة مؤمنة بربها محبة للجهاد والاستشهاد موقنة بأن العيش الكريم الحر لا بديل عنه إلا عيش الآخرة بعد جهاد و تضحية. و ما أشبه اليوم بالبارحة، لقد جاءت ثورة القسام في وقت تآمر فيه كل الأعداء والأصدقاء على أرض الإسراء وأهلها وحقهم بوطن حر والحياة بكرامة فوق أرضهم، وبينما كان الإنجليز و اليهود يمارسون الحيلة و الخديعة تارة و القتل و التدمير تارة أخرى لتمكين يهود من تكوين بؤرة شر وفساد في أرض الإسراء والمعراج؛ كانت قيادات فلسطينية تنادي بأن الحل الوحيد لحل المسألة مع الإنجليز و اليهود هي السياسة وحدها فقط، وكانت الزعامات العربية التي تشكلت في حينه من دول عربية (كالسعودية و العراق و شرق الأردن) تبعث المندوبين وترسل المراسيل فقط من أجل إقناع الفلسطينيين بأن السياسة وحدها هي السبيل الوحيد أمام الفلسطينيين في مواجهة تهويد الأرض و قتل الفلسطينيين، و لم يرسلوا مالًا أو عتادًا مطلقًا لهم من أجل تدعيم صمودهم.
لقد كانت المؤامرة كبيرة جدًا وأكبر من فلسطين والفلسطينيين، فقد كانت الأمة تحيا في غفلة وتخاذل عن مساعدتهم وقاتل المجاهدون في حينه في أشد الأوقات ظلمة، واحتملوا الكثير في جهادهم من قتل وسجن وإعدامات وثبتوا على عقيدتهم يعلمون الأجيال دروسًا في الجهاد في سبيل الله. في أحراش يعبد كانت بداية الجهاد في فلسطين، فقد أذكت دماء الشهيد عز الدين القسام نيران الثورة والغضب في قلوب الفلسطينيين، وأسست لمرحلة الجهاد المنظم في فلسطين، و غدا جهاد القسام بمثابة الروح التي سرت في أوصال الأمة؛ فحركت الهمم وشحذت العزائم، وحفزت الناس إلى العمل والجهاد بالنفس وبالمال.
و إلى يومنا هذا، فإن مدن و قرى فلسطين أصبحت ساحات لمعارك البطولة و الفداء، فقد جبلت كل ذرة من تربها بدماء شهدائها الأطهار، و احتوى ترابها الطاهر جثامين آلاف الشهداء، وأصبحت فلسطين للمجاهدين وللجهاد حصنًا وموئلًا وللغزاة مقصلة و مقبرة.
لقد كافح المجاهدون في أشد الأوقات ظلمة وظلامًا، واحتملوا الوحدة في دربهم، بينما كانت الأمة جمعاء تعكف عن مساندتهم و تخاذلت عن مساعدتهم، و لكنهم مضوا مؤمنين بحقهم ثابتين على عقيدتهم يعلمون الأجيال معنى الجهاد.
و ها نحن اليوم نرى حاملي لواء الجهاد في فلسطين يحيون بنفس الظروف من الخذلان و الوحدة في الدرب رغم قسوة الأعداء، و رغم أن الموت يتراقص لهم و لأهليهم في كل درب و عند كل منحنى، و لكنهم رغم نكوص الأصدقاء و غياب الإسناد إلا من القليل؛ إلا أنهم واثقين بنصر الله ما تعجل منه و ما تأجل.رسالة فلسطين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
| |
|